تعيش شبه جزيرة سيناء المصرية في الوقت الراهن حالةً من التوتر السياسي والأمني، جراء صعود الحالة الإسلامية الجهادية / الراديكالية بقوة، وتعاظمها نتيجة لظهور ما يسمى بـ “تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام" باعتباره المركز وتدشينه ل " ولاية سيناء"، وذلك عقب تحول " أنصار بيت المقدس" من جماعة "محلية" إلى جماعة مرتبطة بالتنظيم.
سيواصل حزب الاتحاد الديمقراطي الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني إصراره على فرض سلطاته ونظام الإدارة الخاص به على مناطق الشمال السوري دون مشاركة الأطراف الأخرى بما يعني احتمالات تفجّر صراعات في مناطق سيطرته تعزّزها التوترات مع القوات التركية على الحدود المشتركة التي ستدفعها لدخول واسع في عمق الأراضي السورية بمشاركة فصائل المعارضة المسلحة الحليفة لتركيا.
مثّلت أفكار ورؤى الجهادي الأردني أبي مصعب الزرقاوي عقب الغزو الأمريكي للعراق في العام 2003، نقلة كبرى في تصورات الحركة الجهادية/الرديكالية العالمية، وتحديدًا في رؤيتها للمواجهة مع الشيعة؛ إذ قلبت رؤيته رأسًا على عقب الوجهة القاعدية الأيديولوجية القديمة، ما كان لها عميق الأثر في حجم التحولات التي صاحبت الحالة الجهادية في العراق بعد سنوات من مقتله ونشوء الدولة الإسلامية الأولى بقيادة أبو عمر البغدادي وأبو حمزة المهاجر «وزير الحرب آنذاك»، ثم بزوغ نجم تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» بقيادة أبي بكر البغدادي.
اعتاد البروفيسور ريمي لوفو، وعلى مدى سنوات تدريسه "مدخل إلى الشرق الاوسط" في "معهد الدراسات السياسية"، أن يبدأ بتحليل أحداث العام 1979 الحاسمة. لوفو الذي توفي في العام 2003، قد يكون أحد المرتكزين على نتائج العام 1979 لتفسير السياسة في الشرق الأوسط، إلا أنه من الصعوبة أن يكون قد تخيل إمكانية العودة إليه في عربة سفر عبر الزمن، كما يحدث اليوم.