ومعلوم أن هذه الجماعات لم تقبل الانضواء فقط في أي من أطر الثورة، السياسية أو العسكرية، وإنما هي، من الأصل، لم تحسب نفسها على هذه الثورة، إذ إن أجندتها تفيض عن الوطن والشعب السوريين، وحتى إذا كان ثمة بينها من يحسب حاله على الجهد الرامي لإسقاط النظام( كما في حال جبهة النصرة)، فإنه يميّز نفسه بادعاء مقاصد أخرى، لا علاقة لها بمطالب السوريين حول الحرية والكرامة والمساواة والديمقراطية، والتي تضمّنتها الوثائق التأسيسية للمجلس الوطني ثم للائتلاف الوطني، وحتى "وثيقة العهد والميثاق" التي أصدرتها جماعة "الإخوان" (آذار/ مارس 2012).