أي جهاد النفس وتغيير ما بالأنفس مما يحفر عميقا في كل واحد منا؛ حسدا وحقدا وكراهية ورغبة في الاستعلاء والاستكبار وبخلا وتواكلا.. الخ، (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) الرعد (11).
فالتغيير الحقيقي هو تغيير الأنفس نحو الصلاح وحب الخير والإعمار والبعد عن كل ما يضيع مصالح الناس أو يفوتها. ولعل الإمام أبى حنيفة وغيرهم من علماء المسلمين الأوائل لم يخالفوا الصواب حين أسموا فقه العقيدة وما يتعلق بنقاش العقيدة عند المسلمين بـ "الفقه الأكبر" لأن تقويم المعتقد سبيل لتقويم الفعل وسداده، فلا نستغرب إذن ذلك الارتباط المنهجي الدائم في القرآن بين الإيمان والعمل في أكثر من موضع.