لكن عندما اشتعلت الاحتجاجات في تونس، إثر حرق محمد بوعزيزي ـ جان دارك الزيتون ـ نفسه بسبب تعرضه لإهانة امرأة تعمل في جهاز الشرطة، وتحولها إلى ثورة عارمة ضد الرئيس زين العابدين بن علي؛ ومن ثم انتقال موجاتها إلى مصر وليبيا واليمن، أخذ شباب سوريا يترقبون وصولها إلى بلدهم المحتقن بتراكمات عقود الظلم العمياء، والمنهك بالعيش نصف قرن في مملكة الرعب والقمع والتنكيل، والمكتوي بالغضب الراكد في حنايا القلوب المغتصبة مراراً وتكراراً.