ويشرح المؤرخ (المغربي) عبد الأحد السبتي الفكرة قائلا: "فالمصادر لم تعد تقتصر على المصادر الشفوية، بل أصبحت تشمل كذلك المصادر الشفوية، والمصادر المادية مثل المعمار والشواهد المتصلة بالحياة اليومية.
وهكذا يتم التكامل بين خزانة الكتب ودار المستندات والمتحف ذي المضمون الأركيولوجي والإثنوغرافي"(2). ولعل هذا التعريف هو ما يمكن اعتماده أيضاً على مستوى فهم "التاريخ الآني" وبخاصة من ناحية المعمار الذي هو موضوع بحثتا هذا. ذلك أن المعمار من المعايير الأساسية التي بموجبها يتشكّل المجتمع، والفرد، "أرشيفيا". هذا بالإضافة إلى ما يشهد المعمار عليه من ثقافات تتخلّلها رموز ومعتقدات وإيديولوجيات... دالة على أنماط حياة بشرية كلية. ومن ثم منشأ الحديث عن التعمير أو التمدين (Urbanisme) أو أنماط من التمدّن (Urbanité).