أمّا الآن، فقد انتقلت الدعوة إلى الوحدة إلى مواقع الإعلام الاجتماعيّ بعد أن حلّ النزاع المسلّح محلّ الاحتجاج السلميّ، وهو نداء يعكس وينبذ مشاعر متناقضة.
فقد بدأ الصراع بتظاهرات سلميّة مطالبة بالديمقراطيّة، ليتطوّر لاحقاً إلى حرب أهليّة تُؤثّر فيها التمايزات الطائفيّة على نحو متزايد في خطابات كلّ من الثوّار والمساندين للنظام. ويشكّك الإعلام الغربيّ في دور الطائفيّة، ويستدعي علماء سياسة معنيّون بالسياسات ومحلّلين منتمين لمراكز تفكير، وهم المهيمنون على الأدبيّات حول سوريا وشؤونها، للتأكيد على أنّ القضايا الحقيقيّة لا علاقة لها بالطائفيّة، بل هي مرتبطة بالأحرى بالسلطويّة المداومة، والاقتصاد السياسيّ، والعلاقات الخارجيّة. أما علماء الأنثروبولوجيا، فنادراً ما يشتغلون ضمن هذا الإطار المرجعيّ. ومع ذلك، فإنّ الاستقصاء الإثنوغرافيّ حول الكيفيّة التي يُدرك بها السوريّون الاختلافات القائمة على الدين وكيفيّة عيشها وإعادة تشكيلها، بإمكانه توضيح المسائل المثارة، والتي لا تحظى في الأغلب بإجابات شافية في النقاشات المعنيّة بالسياسات.