سوياً مع مساهمات دلماسو وقنديل، تستغل هذه المقالة الفرصة التي خلقتها الإنتفاضات العربية لتسلط ضوءاً جديداً على أنساق الحشد الشعبي والفعل الجمعي التي أغفلتها برامج البحث التي تركز على مرونة الأنظمة السلطوية.
بالتحديد، تقدم هذه المقالة تحليلاً يستعير بشكل حذر وفضفاض من نظرية الحركات الإجتماعية، كما يحاور ويأمل أن يقدم مساهمة متواضعة إليها. رغم أن التهديد والفرصة عاملان ضروريان للحشد الشعبي، إلا أنهما ليسا كافيين. إن مفهوما "التهديد" و"الفرصة" كلاهما بحاجة إلى أن يوضعا ضمن السياق الإجتماعي والسياسي المحدد، سواءاً الحقيقي أوالمتخيل، الذي أحاط "بالمنتفضين المبكرين" في سوريا، وذلك من أجل أن يتم تقييم أهميتهما المحلية. وتحاجج المقالة بأن المحتجين، تحت ضغط التهديد وبمواجهة الفرصة، انتفضوا جمعياً مستقوين بشبكاتهم الإجتماعية الكثيفة. وقد لعبت البنيات الإجتماعية القبلية أو العشائرية القوية، والعمالة المهاجرة الدائرية، والإرتباطات العابرة للحدود، وانتشار الممارسات التي توصف عادة "بالإجرامية"، بنسب مختلفة، دوراً مفتاحياً في تقوية هذه الشبكات الإجتماعية. وتحاجج المقالة أيضاً بأن قدرة هذه الشبكات على الإندماج والإنحلال في بعضها البعض (الإمتزاجية)، بسبب تشابكها الكثيف، قد لعبت دوراً أساسياً في الحشد الجمعي وفي قدرة هذه الشبكات على تشكيل تحد قوي ومستمر للنظام.