وتحاول الدراسة العمل على اكتشاف الأساليب التعبوية التي تبناها المحتجون عبر أربع مراحل مميزة للاحتجاجات السورية حتى أغسطس 2011. ويكشف التحليل النهائي للدراسة عن أن تأسيس علاقات الثقة والانتماء والتفاعل النشط والتواصل الشخصي بين المحتجين كانت أسرع وأكثر كفاءةً في تعبئة المحتجين من التعاطي مع المؤثرات والمصادر الإعلامية التفاعلية المختلفة؛ خاصةً تلك المرتبطة بالفيسبوك؛ ولكن دون شك وجَب التأكيد على أنه بالمراحل الأخيرة والأكثر نضجاً من الاحتجاجات السلمية فإن مزيداً من المحتجين كانوا قد تدربوا على الاحتجاج؛ وكان العديد منهم قد استفاد من الإمكانيات التي توفرها تقنيات الإتصالات والمعلومات.
وكان العديد من الباحثين الذين اهتموا بالأدوار التي تلعبها تلك التقنيات التواصلية الحديثة قد حاولوا توضيح نتيجة مهمة تقوم على أن استخدام الناس لتلك التقنيات – وليس تلك التقنيات في حد ذاتها - من شأنه أن يؤثر ويعيد صياغة العمليات الاجتماعية الجارية في المجتمع؛ ولكن دراستنا الراهنة تتعامل مع هذه الفرضية بطريقة نقدية وبما يؤسس لنتيجة أن استخدام التقنيات الحديثة ينبغي النظر إليه باعتباره متغيراً تابعاً، بحيث يتوقف تحققه وتأثيره بالنظر إلى حال الثقافية السياسية لكل مجتمع على حِدة.