تتوافق الإيديولوجيات المتصلبة، دينيةً كانت أم وضعية، في سيرورة تحولاتها وتكيّفاتها مع الوقائع السياسية والاقتصادية والاجتماعية، على الإدعاء بأنها تستند في تحويل وتعديل مساراتها وأطروحاتها وخياراتها إلى ذات السلطة المرجعية الفكرية المؤسسة لأبنينها الإيديولوجية والتنظيمية، وتبرر سلوكياتها الجديدة باعتبارها قراءةً مقاصدية لروح النصوص التأسيسية.
"ثم حدث رأي المجبرة من معاوية لما استولى على الأمر ورآهم لا يأتمرون بأمره فجعل لا يمكنه حجة عليهم، وأوهم أن المنكر لفعله قد ظلمه، فقال -أي معاوية-: لو لم يرني ربي أهلاً لهذا الأمر، ما تركني وإياه. ولو كره الله تعالى ما نحن فـيه لغيَّره".
الصفحة 9 من 9