وجّه فيها تحية من "سوريا الجنوبية" إلى "سوريا الشمالية" بمناسبة نجاح "الكتلة الوطنية" في توقيع المعاهدة بالأحرف الأولى مع فرنسا "التي أعادت لها حريتها واستقلالها" على الرغم مما تضمنته من تنازلات لصالح فرنسا ما كان ليقبل بمثلها مع الدولة المنتدبة على فلسطين.
وكان زعماء "الكتلة الوطنية" (هاشم الأتاسي وجميل مردم بك وفارس الخوري وغيرهم) قد عادوا من باريس في خريف 1936 وهم يعتبرون أن ما حققوه في باريس كان "معجزة القرن العشرين". ولكن في نشوتهم مع ما حققوه في باريس (وهي فرحة لم تكتمل لـ "الكتلة الوطنية" بسبب رفض البرلمان الفرنسي المصادقة عليها في 1937) صحوا على خسارتين: تراجع فرنسا عن المعاهدة وتراجع تركيا عن الاتفاق حول تقاسم لواء الاسكندرون. وفي الواقع إن ما حدث في “سوريا الشمالية" أو في "سوريا الجنوبية" بتعبير الحسيني إنما يكشف أيضا عن مسؤولية النخب وعن الصراع بين الأحزاب وعن اختراق بعض هذه الأحزاب من الجهات الخارجية لتصل الأمور إلى ما وصلت إليه.