أو محاولات الحركة الصهيونية الحديثة التي تمخضت عن مؤتمر بال 1897 بإحداث اختراق في المحيط العربي لفلسطين لكي يساعدها في إنجاز هدفها (تأسيس دولة يهودية في فلسطين) خلال خمسين عاما، وهو ما حدث بالضبط في 1947 مع صدور قرار الأمم المتحدة الذي نصّ على دولة يهودية وعلى دولة عربية في فلسطين.
وقد أحسن الباحث الفلسطيني د. الياس شوفاني (1933-2013) ، بعد بداية أكاديمية واعدة في الولايات المتحدة وانكفاءه في ساحة النزاعات الفلسطينية- الفلسطينية ما بين بيروت ودمشق ، بمبادرته في ترجمة بعض الكتب من اللغة العبرية التي يعرفها جيدا التي تتعلّق بالعلاقات العربية- الصهيونية المبكرة التي سبقت 1948 ، والتي شملت مجالين مهمين : اختراق الشخصيات والأحزاب السياسية في المحيط العربي لفلسطين (شرق الأردن ولبنان وسوريا) لتحييدها أو لتخفيف معارضتها لمشروع الدولة اليهودية في فلسطين ، وامتلاك أكبر قدر من الأراضي من العائلات السورية واللبنانية التي كانت تمتلك مساحات واسعة من الأراضي في فلسطين.