و بعد أن كان أجدادنا يكتفون بصور"بيضاء وسوداء" ضبابية تأتيهم بعد أيام أو شهور، أو حتى سنوات، من تاريخ وقوع الحدث فإننا، ومن "حسن حظنا"، نعيش نعمة التطور التكنولوجي وصار بإمكاننا متابعة المعارك والمجازر على شكل بثٍ حي وبتقنيات عالية الجودة.
التدفق العالي لصور الحرب والدمار والدماء على شاشات أجهزتنا الذكية و"الغبية" جعلها شيئاً فشيئاً تفقد القدرة على "إزعاجنا"، وأصبحت مجرد أخبار تضاهي في "اعتياديتها" أخبار البورصة والدوري الاسباني لكرة القدم. قليلةٌ جداً هي الصور القادمة من ساحات الحروب التي تستطيع أن تنقلنا من دائرة الاستهلاك البصري إلى دوائر التفاعل الحسي والأخلاقي والفكري. أغلب الصور "الحربية" التي تعلق بالذاكرة عادةً ما تكون متعلقة بشخصٍ واحد أو بتفصيلٍ واحد، فمشاهد الجتت المتكدسة وأنقاض المباني المقصوفة "فقدت" قدرتها على الخلخلة.